القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف ثالثة ضد بشار الأسد وسط تصاعد الأحداث الأمنية في سوريا

أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) أن القضاء الفرنسي أصدر مذكرة توقيف ثالثة بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في خطوة تعكس استمرار المساعي القضائية الدولية لمحاسبته على جرائم مزعومة ارتُكبت خلال فترة حكمه. 

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه الساحة السورية تحركات أمنية مكثفة في مناطق الساحل، بعد أن أعلنت السلطات السورية القبض على عدد من المطلوبين من المقربين من النظام السابق.

وكانت السلطات السورية قد أعلنت، يوم الخميس، عن اعتقال نمير بديع الأسد، ابن عم الرئيس السوري السابق، خلال عملية أمنية واسعة في بلدة القرداحة بمحافظة اللاذقية شمال غربي سوريا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن العملية نُفذت عبر كمين أمني محكم، أسفر عن القبض على نمير الأسد وعدد من أفراد عصابة مسلحة تُعرف باسم "كتيبة الجبل"، من أبرزهم قصي إبراهيم، قائد الكتيبة.

وبحسب مصدر رسمي في وزارة الداخلية السورية، فإن العملية تأتي ضمن خطة الوزارة لـ مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وملاحقة العناصر المتورطة في زعزعة استقرار مناطق الساحل السوري. 

وأضاف المصدر أن نمير الأسد يُعد من أبرز المطلوبين في قضايا الفساد الأمني والأنشطة غير القانونية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة.

وضمت الخلية التي تم القبض عليها كلاً من عدنان عزيز حبيب وحسن فادي سليطين وجعفر أحمد حسن، حيث تم تحويلهم جميعاً إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات القانونية تمهيدًا لإحالتهم إلى القضاء المختص.

ويأتي إصدار مذكرة التوقيف الفرنسية الجديدة في وقت يُنظر فيه إلى الملف السوري على أنه أحد أكثر الملفات تعقيداً في الساحة الدولية، خاصة مع تزايد الضغوط القضائية الأوروبية بشأن جرائم الحرب والانتهاكات المزعومة خلال فترة حكم الأسد.

ويرى مراقبون أن توقيت المذكرة الفرنسية يتزامن مع تحركات أمنية داخلية في سوريا، ما قد يشير إلى تحولات لافتة في المشهد السوري الداخلي، خصوصاً في مناطق الساحل التي تمثل العمق التقليدي للنظام السابق، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تمثل بداية مرحلة جديدة من إعادة رسم موازين القوى داخل البلاد.